اضطراب التوحد وأطفالنا بين الحقيقة والخيال
يقدم لنا دكتور شريف الباز النقيب العام لنقابة التدخل المبكر ودمج الأطفال و منسق عام لرابطة التربية الخاصة والنطق والتوحد , مقال بعنوان ” اضطراب التوحد وأطفالنا بين الحقيقة والخيال ” يعد جانب القدرة العقلية التي حبانا الله سبحانه وتعالي بها من أعظم الهبات التي منحها إياها ، والتي تفرد بها الإنسان عن غيره من المخلوقات ، ويعد اضطراب التوحد أحد ثاني الإعاقات إنتشارا ً بعد الإعاقة العقلية حيث يعد اضطرابا ً وليس مرضا ً ، كما يعد حالة متفردة من نوعها عن غيرها من الإعاقات فبجانب القصور في القدرة العقلية علي نحو مابين 90 – 95 % تقريبا من المصابين بإضطراب التوحد حيث يتراوح معدل الذكاء بين التخلف العقلي البسيط أو المتوسط ( عادل عبد الله محمد ، 2003).
ومن بين تلك الجوانب الأدائية التي تتأثر بهذا الاضطراب : الجانب العقلي المعرفي ، والجانب الاجتماعي ، والجانب اللغوي ، والتواصل ، والجانب الانفعالي ، واللعب ، والسلوكيات . وبطبييعة الحال هو الأمر الذي يؤدي إلي حدوث تأخر عام في العملية النمائية للطفل .
ويعتبر الاكتشاف المبكر لمثل هذا الاضطراب أمرا ً ضروريا ً حيث تستطيع الأسرة من فهم وإدراك طبيعة الاضطراب في عمر مبكر فالوالدين علي سبيل المثال قد يكونا غير مؤهلين للتعامل السليم مع طفلهم ذي اضطراب التوحد فلا يستطيعان مساعدته علي اكتساب سلوك مرغوب ، أو الحد من سلوك غير مرغوب إجتماعيا ً ، أو إكسابه المهارات المطلوبة كالتواصل البصري ، والتواصل اللفظي ” الكلام ” ، والتواصل غير اللفظي ” الإيماءات وتعبيرات الوجه المختلفة ” ، ومهارة رعاية الذات ، والمهارات الاستقلالية ، والتفاعل الاجتماعي وغيرها من المهارات التي يستطيع الطفل العادي إكتسابها في البيئة بشكل تلقائيا ً .
التساؤل هنا ماهي الأعراض المميزة عن وجود اضطراب التوحد لدي طفلي في عمر مبكر :
الأعراض المميزة للإضطراب خلال الشهور الستة الأولي التالية لولادته مباشرة :
-
يبدو وكأنه لايريد أمه ، ولا يحتاج إليها أو إلي وجودها معه .
لايبالي بمسألة أن يقبل عليه أحد الراشدين ويقوم بحمله أو تقبيله حتي ولو كان هذا الشخص وثيق الصله به .
تكون عضلاته رخوة ومترهلة الأمر الذي يتضح من خلال التخطيط للعضلات .
لايبكي إلا قليلا ً ولكنه سريع الغضب وسريع الإنفعال .
يفتقر إلي التواصل البصري .
قليل المطالب ، لايبتسم إلا نادرا ً .
ردود أفعاله وإسجابته كلها متوقعة .
لايهتم بتلك الألعاب التي توضع أمامه .
الأعراض المميزة للطفل ذي اضطراب التوحد في النصف الثاني من العام الأول من عمره :
-
لايبدي أي إهتمام بالألعاب الإجتماعية .
لايبدي الطفل أي إنفعال نتيجة حدوث أي شئ أمامه .
يفتقر الطفل بشدة إلي التواصل اللفظي وغير اللفظي .
تكون ردود فعله للمثيرات المختلفة إما مفرطة أو قليلة جدا ً( بوردين، أولنديك ، 1992).
فملاحظة هذه الأعراض المبكرة علي الطفل تعد بمثابة إختباريمكن للأسر والمربيين أن يلاحظوا مايبديه الطفل من هذه الأعراض المميزة لهذا الاضطراب ، فإن الإكتشاف المبكر هو أولي الخطوات التي تقلل من تفاقم خطر الإعاقات وتؤدي إلي نتائج مثمرة في التأهيل للأطفال بعد ذلك.